الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الجرح والتعديل (نسخة منقحة)
.باب ما ذكر من صيانة أحمد بن حنبل نفسه وظلفه عن طلب الدنيا: حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل قال دخلت يوما على أبي رحمه الله أيام الواثق والله يعلم على أي حالة نحن وقد خرجلصلاة العصر وكان له لبد يجلس عليه وقد اتى عليه سنين كثيرة حتى قد بلى وإذا تحته كتاب كاغذ وإذا فيه بلغني يا أبا عبد الله ما أنت فيه من الضيق وما عليك من الدين وقد وجهت إليك بأربعة آلاف درهم على يدي فلان لتقضى بها دينك وتوسع على عيالك وما هى من صدقة ولا زكاة وانما هو شيء ورثته من أبي فقرأت الكتاب ووضعته فلما دخلت قلت يا ابة ما هذا الكتاب فاحمر وجهه وقال رفعته منك ثم قال تذهب بجوابه فكتب إلى الرجل وصل كتابك إلى ونحن في عافية فأما الدين فإنه لرجل لا يرهقنا واما عيالنا فهم في نعمة والحمد لله فذهبت بالكتاب إلى الرجل الذي كان اوصل كتاب الرجل فلما كان بعد حين ورد عليه كتاب الرجل بمثل ذلك فرد عليه الجواب بمثل ما ورد فلما مضت سنة أقل أو أكثر ذكرناها فقال لو كنا قبلناها كانت قد ذهبت حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد قال شهدت بن الجروى أخا الحسن قد جاءه بعد المغرب فقال انا رجل مشهور وقد اتيتك في هذا الوقت وعندي شيء قد اعددته لك فأحب ان تقبله وهو ميراث فلم يزل به فلما أكثر عليه قام ودخل حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد قال فأخبرت عن حسن قال قال لي اخى لما رأيته كلما الححت عليه ازداد بعدا قلت أخبره كم هى قلت يا ااب عبد الله هى ثلاثة آلاف دينار فقام وتركنى حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل قال قال فوزان لأبىعندي خف ابعث به إليك فسكت فلما أعاد عليه قال يا أبا أحمد لا تبعث بالخف فقد شغل على قلبي حدثنا عبد الرحمن نا صالح قال وجه رجل من الصين بكاغذ صينى إلى جماعة من المحدثين فيهم يحيى وغيره ووجه بقمطر إلى أبي فردها حدثنا عبد الرحمن نا صالح قال كان ولد لي مولود فأهدى صديق لي شيئا ثم اتى على ذلك اشهر وأراد الخروج إلى البصرة قال لي تكلم أبا عبد الله يكتب لي إلى المشايخ بالبصرة فكلمته فقال لولا انه أهدى إليك كنت اكتب له حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان قال بلغني ان أحمد بن حنبل رهن بغلا له عند خباز على طعام أخذه منه عند خروجه من اليمن واكرى نفسه من جمالين عند خروجه وعرض عليه عبد الرزاق دراهم صالحة فلم يقبلها حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان قال بعث بن طاهر حين مات أحمد بن حنبل بصينيتين عظيمتين عليهما كفنه وحنوطه فأبى صالح ان يقبلها وقال ان أبا عبد الله قد أعد كفنه فرد صالح ما بعث به بن طاهر قال فرد بن طاهر مرة أخرى وقال انى أكره ان يجد أمير المؤمنين على فقال له صالح ان أمير المؤمنين اعفى أبا عبد الله مما يكره وهذا مما يكره فلست اقبله فرده صالح حدثنا عبد الرحمن ثنا صالح قال قال أبي جاءني بن يحيى بن يحيى قال أبي وما أخرجت خراسان بعد بن المبارك رجلا يشبه يحيى بن يحيى فجاءني ابنه فقال ان أبي أوصى بمبطنة له لك وقال يذكرنى بها قال أبي فقلت جىء بها فجاء برزمة ثياب فقلت له اذهب رحمك الله يعنى ولم بقبله حدثنا عبد الرحمن نا صالح قال قلت لأبي ان أحمد الدورقي أعطى ألف دينار قال يا بنى ورزق ربك خير وابقى آخر الجزء الثاني من أجزاء عبد الرحمن بن أبي حاتم..باب ما ذكر من معرفة أحمد بن حنبل بعلل الحديث بصحيحة وسقيمة وتعديله ناقلة الاخبار وكلامه فيهم: حدثنا عبد الرحمن قال سمعت هاون بن إسحاق الهمداني وذكر له خطأ في إسناد حديث فقال هذا كلام أحمد بن حنبل وعلى بن المديني حدثنا عبد الرحمن سمعت أبي يقول كان أحمد بن حنبل بارع الفهم لمعرفة الحديث بصحيحه وسقيمه وتعلم الشافعىاشياء من معرفة الحديث منه وكان الشافعي يقول لأحمد حديث كذا وكذا قوى الإسناد محفوظ فإذا قال أحمد نعم جعله أصلا وبنى عليه حدثنا عبد الرحمن قال ذكره عبد الله بن أبي عمر البكري الطالقاني قال سمعت عبد الملك بن عبد الحميد الميموني قال سمعت أحمد بن حنبل يقول لم نصب لهشيم عن الزهرى الا أربعة أحاديث..باب ما ذكر من حسن نية أحمد بن حنبل في نشر العلم: حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول أتيت أحمد بن حنبل في أول ما التقيت معه سنة ثلاث عشرة ومائتين فإذا قد اخرج معه إلى الصلاة كتاب الأشربة وكتاب الإيمان فصلى ولم يسأله أحد فرده إلى بيته واتيته يوما آخر فإذا قد اخرج الكتابين فظننت انه يحتسب في إخراج ذلك لأن كتاب الإيمان أصل الدين وكتاب الأشربة صرف للناس عن الشر فان أصل كل شر من السكر..باب ما ذكر من سخاء أحمد بن حنبل مع خفة ذات يده: حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل قال أهدى إلى أبي رجل ولد له مولود خوان فالوذج فكافأه بسكر ودراهم صالحة حدثنا عبد الرحمن حدثني محمد بن صالح قال دخلت يوما على أحمد بن حنبل فإذا هو قد اخرج إلى قدحا فيه سويق وقال اشرب..باب ما سهل الله عز وجل لأحمد بن حنبل من أعمال البر: حدثنا عبد الرحمن ثنا صالح بن أحمد بن حنبل قال قال أبي حججت خمس حجج منها ثلاث حجج راجلا أنفقت في إحدى هذه الحجج ثلاثين درهما..باب ما ذكر من زهد أحمد بن حنبل وورعه: حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل قال ربما رأيت أبي رحمه الله يأخذ الكسر فينفض الغبار عنها ثم يصيرها في قصعة ويصب عليها ماء حتى تبتل ثم يأكلها بالملح حدثنا عبد الرحمن نا صالح قال ما رأيت أبي قط اشترى رمانا ولا سفرجلا ولا شيئا من الفاكهة الا ان يكون يشترى بطيخة فيأكلها بخبز أو عنبا أو تمرا فأما غير ذلك فما رأيته قط اشتراه حدثنا عبد الرحمن نا صالح قال قال أبي ان كانت والدتك في الغلا تغزل غزلا دقيقا فتبيع الأستار بدرهمين أقل أو أكثر فكان ذلك قوتنا حدثنا عبد الرحمن نا صالح قال كان ربما خبز له فيجعل في فخارة عدسا وشحما وتمرات شهريز فيجىء إلى الصبيان بقصعة فيصوت ببعضهم فيدفعه إليهم فيضحكون ولا يأكلون وكثيرا ما يأتدم بالخل حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل قال جئت يوما إلى المنزل فقيل لي قد وجه أبوك أمس في طلبك فقلت وجهت في طلبى قال جاءني أمس رجل كنت أحب ان تراه بينا انا قاعد في نحر الظهيرة إذا انا برجل يسلم بالباب فكأن قلبيارتاح فقمت ففتحت الباب فإذا انا برجل عليه فرو على أم رأسه خرقة ما تحت فروة قميص ولا معه ركوة ولا جراب ولا عكاز قد لوحته الشمس فقلت ادخل فدخل الدهليز فقلت من أين أقبلت فقال من ناحية المشرق أريد بعض هذه السواحل ولولا مكانك ما دخلت هذا البلد الا انى نويت السلام عليك قال قلت له على هذه الحال قال نعم ما الزهد في الدنيا قلت قصر الأمل قال فجعلت أعجب منه فقلت في نفسي ما عندي ذهب ولا فضة فدخلت البيت فأخذت أربعة اررغفة فخرجت اليه فقلت ما عندي ذهب ولا فضة وانما هذا من قوتى فقال أو يسرك ان اقبل ذلك يا أبا عبد الله قلت نعم قال فأخذها فوضعها تحت حضنه وقال أرجو أن تكفنى هذه زادى إلى الرقة أستودعك الله قال فلم أزل قائما انظر اليه إلى أن خرج وكان يذكره كثيرا حدثنا عبد الرحمن نا صالح قال ذكر يوما عنده يعنى أبيه رجل فقال يا بنى الفائز من فاز غدا ولم يكن لاحد عنده تبعة وذكرت له بن أبي شيبة وعبد الأعلى البرسى ومن قدم به إلى العسكر من المحدثين فقال إنما كانت أياما قلائل ثم تلاحقوا وما نحلوا منها بكبير شيء حدثنا عبد الرحمن انا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلى قال سمعت أبي يقول وذكر الدنيا فقال قليلها يجزى وكثيرها لا يجزى قالوسمعت أبي وذكر عنده الفقر فقال الفقر مع الخير حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد قال امسك أبي رحمه الله عن مكاتبة إسحاق بن راهويه لما ادخل كتابه إلى عبد الله بن طاهر وقرأه حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن أبي الحواري نا عبيدالقارىء قال دخل عم أحمد بن حنبل على أحمد بن حنبل ويده تحت خده فقال بن اخى اى شيء هذا الغم اى شيء هذا الحزن فرفع أحمد رأسه اليه فقال يا عم طوبى لمن اخمل الله ذكره حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول كان أحمد بن حنبل إذا رأيته تعلم انه لا يظهر النسك رأيت عليه نعلا لا يشبه نعل القراء له رأس كبير معقف وشراك مسبل كأنه اشترى له من السوق ورأيت عليه إزارا وجبة برد مخطط آسمانجونى قال أبو محمد أراد بهذا والله اعلم ترك التزين بزى القراء وازالته عن نفسه ما يشتهر به حدثنا عبد الرحمن نا صالح قال قال أبي انا إذا لم يكن عندي قطع افرح حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن حنبل قال اشتريت جارية فشكت اليه أهلي فقال لها قد كنت أكره لكم الدنيا وكان ربما بلغني عنك الشيء فقا لت يا عم ومن يكره الدنيا غيرك قال لها فشأنك إذا حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد قال ربما اشترينا الشيء فنستره كي لا يراه فيوبخنا على ذلك حدثنا عبد الرحمن نا أبو معين الحسين بن الحسن الرازي قال حضرت أحمد بن حنبل وجاءه فيج بكتاب أظنه من البسطامي فوضعه ولم يقرأه وقال ماعندنا شيء نعطيك الا أستغفرالله الخبز ان رضيت به حدثنا عبد الرحمن أبو معين الحسين بن الحسن الرازي قال رأيت انا على بن أحمد بن حنبل كبلا يعنى الفرو الغليظ حدثنا عبد الرحمن قال ذكره عبد الله بن أبي عمر البكري الطالقاني قال سمعت عبد الملك بن عبد الحميد الميموني يقول ما رأيت مصليا قط أحسن صلاة من أحمد بن حنبل تكبيره ورفع رأسه وسجوده وقعوده بين السجدتين وتشهده وتسليمه حتى كنت أرى فيه ما يحكى عن على يعنى بن يحيى بن خلاد ويسترخى كل عضو منه ويرجع إلى مكانه وكان إذا رفع يديه في التكبير حاذى بهما منكبيه وقرب إبهاميه من اذنيه وما رأيت أحدا أشد اتباعا لأحاديث السنن منه يضعها مواضعها..باب ما قذف الله عز وجل من محبة أحمد بن حنبل في قلوب الناس: حدثنا عبد الرحمن نا أبو معين الحسين بن الحسن الرازي قال حضرت بمصر عند بقال فأحسن إلينا ثم جرى بيننا وبينه الحديث فسألني عن أحمد بن حنبل فقلت كتبت عنه فلم يأخذ ما أعطيته وقال لآخذ انا ثمن المتاع ممن يعرف أحمد بن حنبل اورآه حدثنا عبد الرحمن نا أبو معين قال حكم يقول أحمد بن حنبل بسمرقند وأحمد حي..باب استحقاق الرجل السنة بمحبة أحمد بن حنبل: حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن القاسم بن عطية قال سمعت عبد الله بن أحمد بن شبويه المروزي يقول سمعت أبا رجاء يعنى قتيبة بن سعيد يقول إذا رأيت الرجل يحب أحمد بن حنبل فاعلم انه صاحب سنة وجماعة حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن على بن سعيد النشائى قال سمعت قتيبة بن سعيد يقول إذا رأيت الرجل يحب أحمد بن حنبل فاعلم انه على الطريق حدثنا عبد الرحمن سمعت عبد الله بن الحسين بن موسى يقول رأيت رجلا من أهل الحديث توفى فيما يروى النائم فقلت له بالله عليك ما فعل الله بك قال غفر الله لي فقلت بالله فقال بالله انه غفرالله لي فقلت بماذا غفراالله لك قال بمحبتى لأحمد بن حنبل فقلت فأنت في راحة فتبسم وقال انا في راحة وفي فرح حدثنا عبد الرحمن سمعت أبي يقول إذا رأيتم الرجل يحب أحمد بن حنبل فاعلم انه صاحب سنة حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا جعفر محمد بن هارون المخرمي المعروف بالفلاس يقول إذا رأيت الرجل يقع في أحمد بن حنبل فاعلم انه مبتدع ضال..باب ما ذكر من احتساب أحمد بن حنبل بنفسه لله عز وجل عند المحنة وصبره على الضراء في محنته: حدثنا عبد الرحمن نا أبو زرعة رحمه الله قال سمعت محمد بن مهران الجمال يقول رأيت أحمد بن حنبل في المنام كأن عليه بردا مخططا أو معينا وكأنه بالري يريد المصير إلى الجامع يوم الجمعة قال أبو جعفر فاستعبرت بعض أهل التعبير فقال هذا رجل يشتهر في الخير فما اتى عليه الا قريب حتى وررد ما ورد من خبره في أمر المحنة سمعت أبا زرعة يقول لم أزل اسمع الناس يذكرون أحمد بن حنبل بخير ويقدمونه على يحيى بن معين وأبى خثيمة غير أنه لم يكن من ذكره ما كان بعد ما امتحن فلما امتحن ارتفع ذكره في الآفاق ولولا ما حصف المعتصم ودعا بعم أحمد بن حنبل ثم قال للناس تعرفونه قالوا نعم هو أحمد بن حنبل قال فانظروا اليه أليس هو صحيح البدن قالوا نعم ولولا ذلك لكنت أخاف ان يقع شر لا يقام له فلما قال قد سلمته اليكم صحيحا هدأ الناس وسكنوا حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم قال سمعت سلمة بن شبيبقال كنت عند أحمد بن حنبل فدخل عليه رجل في يده عكازة عليه أثر السفر فقال من فيكم أحمد فأشاروا إلى أحمد فقال انى ضربت البر والبحر من أربع مائة فرسخ اتاني الخضر عليه السلام وقال ائت أحمد بن حنبل فقل له ان ساكن السماء راض عنك لما بذلت نفسك في هذا الأمر حدثنا عبد الرحمن نا عبد الملك بن أبي عبد الرحمن المقرىء قال سمعت أحمد بن يونس روى الحديث في الجنة قصر لا يدخله الا بنى أو صديق أو محكم في نفسه فقيل لأحمد بن يونس يا أبا عبد الله من المحكم في نفسه فقال أحمد بن حنبل المحكم في نفسه حدثنا عبد الرحمن نا عبد الله بن محمد بن الفضل الأسدي الصيداوي المعروف بأبي بكر الأسدي قال لما حمل أحمد بن حنبل ليضرب جاءوا إلى بشر بن الحارث فقالوا له قد حمل أحمد بن حنبل وحملت السياط وقد وجب عليك ان تتكلم فقال تريدون منى مقام الأنبياء ليس ذا عندي حفظ الله أحمد من بين يديه ومن خلفه حدثنا عبد الرحمن نا زكريا بن داود بن بكر النيسابوري قال حدثني عبد الله بن أحمد بن شبويه قال حدثني إبراهيم بن الحارث من ولد عبادة بن الصامت قال قيل لبشر بن الحارث حين ضرب أحمد بن حنبل لو قمت فتكلمت كما تكلم أحمد بن حنبل فقال بشر بن الحارث لا أقوى عليه ان أحمد قام مقام الأنبياء حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن القاسم بن عطية نا عبد الله بن أحمد بن شبويه بإسناده مثله وزاد فيه فقال بشر تأمرونى ان اقوم مقام الأنبياء ان أحمد بن حنبل قام مقام الأنبياء حدثنا عبد الرحمن نا عبد الله بن محمد بن الفضل الأسدي قال كنا عند بن عائشة يعنى عبيد الله بن محمد القرشي فساره انسان بخبر أحمد بن حنبل انه قد حمل إلى الضرب وسأله انسان حديثا وهو على هذه الحالة فقال رويدك حتى تنظرى عم تنجلى عماية هذا العارض المتألق..باب ما روئى لأحمد بن حنبل من الرؤيا في حياته وبعد موته: حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول رأيت أحمد بن حنبل في المنام فرأيته اضخم مما كان واحسن وجها وسحنة مما كان فجعلت اسأله الحديث وإذا كره حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم حدثني أبو عبد الله الطهراني عن الحسن بن عيسى عن اخى أبي عقيل القزويني ثم سمعت من الحسن بن عيسى ثم لقيت أخا أبي عقيل فسمعت منه قال رأيت شابا توفى بقزوين في النوم فقلت ما فعل بك ربك قال غفرلى قلت غفرلك قال نعم وتعجب ولفلان ولفلان قلت مالي أراك مستعجلا ورأيته مستعجلا قال لأن أهل السماوات من السماء السابعة إلى سماء الدنيا قد اشتغلوا بعقد الألوية لاستقبال أحمد بن حنبل وانا أريد استقباله وكان توفى أحمد في تلك الأيام حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن مسلم حدثني الهيثم بن خالويه قال رأيت السندي والد حمط بن السندي في النوم فقلت ما حالك قال انا بخير ولكن قد اشتغلوا عنى بمجىء أحمد بن حنبل فسمعت محمد بن مسلم يقول يعتبر ما رآه الشاب القزويني بهذه الرؤيا..باب ما أظهر الله عز وجل لأحمد بن حنبل من العز يوم وفاته: حدثنا عبد الرحمن قال سمعت صالح بن أحمد بن حنبل قال توفى أبي أحمد بن حنبل يوم الجمعة لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأول لساعتين من النهار واجتمع الناس في الشوارع فوجهت إليهم أعلمهم بوفاته وانى أخرجه بعد العصر فلم يقنعوا بالرسول حتى وردت عليهم فغسلناه وادرجناه في ثلاث لفائف وكفناه وحضر نحو من مائة من بنى هاشم ونحن نكفنه وجعلوا يقبلون جبهته فبعد حين رفعناه على السرير وبلغ كراء الزواريق ما شاء الله وعبر الناس بالسفن الكبار وجعل يصب على الناس الماء حتى صرنا إلى الصحراء ووضع السرير والناس قد أخذوا في الشوارع والدروب فصلى عليه الأمير بن طاهر ولم يعلم الناس بذلك فلما كان من الغد علم الناس فجعلوا يجيئون ويصلون على القبر ومكث الناس كم شاء الله يأتون يصلون على القبر حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول بلغني ان المتوكل أمر أن يمسح الموضع الذي وقف الناس عليه حيث صلى على أحمد بن حنبل فبلغ مقام ألفى ألف وخمسمائة ألف حدثنا عبد الرحمن حدثني أبو بكر محمد بن عباس المكى قال سمعت الوركاني جار أحمد بن حنبل قال اسلم يوم مات أحمد بن حنبل عشرون الفا من اليهود والنصارى والمجوس قال وسمعت الوركاني يقول يوم مات أحمد بن حنبل وقع المأتم والنوح في أربعة أصناف المسلمين واليهود والنصارى والمجوس..باب مارثى به أحمد بن حنبل رحمه الله بعد وفاته: حدثنا عبد الرحمن نا أبي رضي الله عنه قال قال على بن حجر المروزي في ااحمد بن حنبل يرثيه... نعى لي إبراهيم اورع عالم... سمعت به من معدم ومخول...... إماما على قصد السبيل وسنة النبي... امين الله آخر مرسل...... صبورا على ما نابه متوكلا... على ربه في ذاك حق التوكل...... فقلت وفاض الدمع منى بأربع... على النحر فيضا كالجمان المفصل...... سلام عديد القطر والنجم والثرى... على أحمد البر التقى بن حنبل...... ألا فتأهب للمنايا فانما... البقاء قليل بعد ذلك يا على...... كأنك قد وسدت كفك عاجلا... وغودرت منسيا بأوحش منزل...... مقيما به يسفى على قبرك الثرى... عواصف ريح من جنوب وشمأل..يحيى بن معين: (ومن العلماء الجهابذة النقاد من الطبقة الثالثة ببغداد يحيى بن معين أبو زكريا ما ذكر من علم يحيى بن معين رحمه الله بناقلة الآثار ورواة الاخبار وعلل الحديث:حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن محمد الدوري قال رأيت أحمد بن حنبل يسأل يحيى بن معين عند روح بن عبادة من فلان ما اسم فلان حدثنا عبد الرحمن قال سمعت محمد بن مسلم بن وارة وسئل عن على بن المديني ويحيى بن معين أيهما كان احفظ قال كان على اسرد وأتقن وكان يحيى بن معين افهم بصحيح الحديث وسقيمه حدثنا عبد الرحمن نا الوليد بن أبان الأصبهاني قال سمعت يعقوب بن سفيان الفسوي قال سمعت سليمان بن حرب يقول كان يحيى بن معين يقول في الحديث هذا خطأ فأقول كيف صوابه فلا أدري فأنظر في الأصل فأجده كما قال..باب ما ذكر من جلالة يحيى بن معين عند أهل العلم: حدثنا عبد الرحمن حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد قال سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول ما رأيت أبا مسهر سهل لأحد من الناس سهولته ليحيى بن معين ولقد قال يوما هل بقى معك شيء لحديث الآئمةحدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سلمة النيسابوري قال قال عبد الله بن أبي زياد قال سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام يقول انتهى العلم إلى أربعة إلى أحمد بن حنبل والى يحيى بن معين وهو اكتبهم له والى على بن المديني والى أبي بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول قدمنا البصرة وكان قدم يحيى بن معين قبل قدومنا بسنة فلزم أبا سلمة موسى بن إسماعيل فكتب عنه قربيا من ثلاثين أو أربعين ألف حديث حدثنا عبد الرحمن نا أبو أحمد محمد بن روح النيسابوري قال سمعت أبا بكر محمد بن إبراهيم بن حماد قال رحل معنا يحيى بن معين إلى أبي سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي وسمع جامع حماد بن سلمة وقد كان سمع من سبعة عشر نفسا قال أبو محمد أراد بذلك زيادة بعضهم على بعض لان حماد بن سلمة كان حدثهم من حفظه فكان يذكر الشيء بعد الشيء فيحدثهم به فقل من سمع من حماد الاوقع عنده ما ليس عند غيره حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول صليت بجنب يحيى بن معين فرأيت بين يديه جزءا من رقاب جلود فطالعته فإذا ما روى الأعمش عن يحيى بن وثاب أو عن خيثمة الشك من أبي فظننت انه صنف حديث الأعمش حدثنا عبد الرحمن قال قرئ على العباس بن محمد الدوري قال سمعت يحيى بن معين يقول لما فارقت عبد الرزاق أتيت هشام بن يوسف وكان على قضائها وكان رجلا له نبل يلبس الثياب فقال من أنت قلت اما يحيى بن معين قال سمعت انك أتيت أخا نا عبد الرزاق فما تصنع عند ذاك قلت الحديث يكتب عن جماعة فقال سماعنا وسماع عبد الرزاق قريب من السواء فأردته على الحديث فأبى وكان يصلى بهم في المسجد الصلوات كلها فجئت إلى مسجده فقعدت فيه فكنت فيه ثلاثين يوما لا اسأله شيئا الا انه إذا دخل وخرج سلمت عليه فلما كان بعد ثلاثين يوما بعث إلى فقال لي يا هذا إنما منعتك لأنظر أأنت من أصحاب الحديث أو لست من أصحاب الحديث قال يحيى فقلت والله أصلحك الله هذا موضعى إلى قابل أوتحدثنى أولا يبقى معي شيء أتبلغ به فقال يا جارية هاتى الزبل فكانت تخرجها إلى فأقعد في المسجد فاكتب منها حاجتي ثم يقرأ..باب ما ذكر من مناقب يحيى بن معين ووفاته: حدثنا عبد الرحمن قال سمعت محمد بن هارون الفلاس المخرمي يقول إذا رأيت الرجل يقع في يحيى بن معين فاعلم انه كذاب يضع الحديث وانما يبغضه لما يبين أمر الكذابين حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي رضي الله عنه يقول توفى يحيى بن معين بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ووضع على سرير النبي صلى الله عليه وسلم واجتمع في جنازته خلق كثير وإذا رجل يقول هذه جنازة يحيى بن معين الذاب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذب والناس يبكون.
|